أرتيتا مطالب بتبديل خططه في أرسنال بعد الهزيمة من ليفربول

جدول المحتويات

‘على رغم هيمنة أرسنال على مجريات اللعب في “أنفيلد”، سقط أمام ليفربول بهدف من ركلة ثابتة، في مباراة كشفت حدود خطط ميكيل أرتيتا المحافظة، وأظهرت تفوق المجازفة الهجومية لمدرب ليفربول آرني سلوت، ولو بلحظة خاطفة.’ الرئيسية » رياضة » أرتيتا مطالب بتبديل خططه في أرسنال بعد الهزيمة من ليفربول

على رغم هيمنة أرسنال على مجريات اللعب في “أنفيلد”، سقط أمام ليفربول بهدف من ركلة ثابتة، في مباراة كشفت حدود خطط ميكيل أرتيتا المحافظة، وأظهرت تفوق المجازفة الهجومية لمدرب ليفربول آرني سلوت، ولو بلحظة خاطفة.

ربما هذا هو شعور أرسنال أيضاً، لقد فرضوا أنفسهم على ملعب “أنفيلد”، بأسلوب لعبهم، بل وحتى بالنتيجة أحياناً، لكن النتيجة كانت (1 - 0) لصالح ليفربول. لقد أحرز الأبطال هدفهم خلال فترة قصيرة كانوا فيها الطرف الأفضل، فقد كان أرسنال، طوال ساعة في الأقل، الفريق الأكثر جرأة، والأكثر ترابطاً، والأكثر إقناعاً، لكن ربما ليس الأكثر إبداعاً. لقد فرض هيمنة عقيمة، أو هكذا وصفها أرسين فينغر ذات مرة، وإن كان يقصد فرقاً أكثر تقنية وأقل بدنية.

كل خصم واجه ليفربول هذا الموسم سجل هدفين، عدا أرسنال الذي لم ينجح سوى في تسديدة واحدة على المرمى، كان ذلك غير كاف. وأنهى الفريق المباراة بوجود إيبيريتشي إيزي ومارتن أوديغارد وماكس دومان على أرض الملعب، وهي مجموعة هجومية مبدعة، لكنهم بدأوا اللقاء على دكة البدلاء. وبعد التقديم العاطفي لإيزي في ملعب الإمارات، جاءت هذه المباراة كصفعة واقعية على طريقة أرتيتا.

اللاعب الذي كلف انضمامه 67 مليون جنيه استرليني (90.62 مليون دولار) اكتفى بمشاهدة نادرة لـ"أنفيلد"، كانت محجوبة جزئياً بظهر مدربه.

الإبداع الخطة البديلة في أرسنال

يمثل الإبداع الخطة البديلة في مثل هذه المناسبات، فأرتيتا كان يحتفظ بخمسة لاعبين يتمتعون بالمهارة والإبداع، من بينهم إيثان نوانيري ولياندرو تروسارد، على دكة البدلاء. وربما جرى التعاقد مع إيزي لفك شيفرة الخصوم العنيدين في ملعب الإمارات، لكن التشكيلة الأساسية خلت من أي صانع ألعاب مبدع، واعتمدت بدلاً من ذلك على خط وسط هو الأكثر صلابة، وجناحين سريعين - يواجهان ظهيرين موقتين، أحدهما لاعب ارتجالي، والآخر ميليوش كيركز، المتخصص الذي يمر بفترة تراجع - إضافة إلى مهاجم ضخم البنية، وحتى هذا الأخير، فيكتور غيوكيريس، ربما لم يكن ليبدأ المباراة لو كان المهاجم ذو الطابع الدفاعي، كاي هافرتز، لائقاً بدنياً.

كان لذلك منطق ما، فعلى الورق، كانت هذه أصعب مباراة لأرسنال في الموسم، وقد خاضها الفريق بتشكيلة منقوصة. لقد لعبوا لأكثر من ساعة وهم يملكون، على الأرجح، واحداً فقط من أفضل أربعة لاعبين لديهم، وهو ديكلان رايس، في حين خرج ويليام ساليبا، ولم يدخل أوديغارد بعد، وغاب بوكايو ساكا تماماً.

أرتيتا وسلوت… مواجهة بين فلسفتين كرويتين

لكن الاستراتيجية القائمة على مبدأ “السلامة أولاً” للفوز بالدوري قد تقوم على تقليص الأخطاء، والسعي نحو الكمال، لا الإبهار.

لقد اختار أرتيتا أن يشق طريقه نحو المجد بأسلوب قائم على الصبر والتحمل، هو وآرني سلوت يمكن النظر إليهما على أنهما مثالان للنقاء الكروي: الأول متزمت في انضباطه، والثاني مخلص لروح اللعب الهجومي. فالمدرب الهولندي يؤمن بأن الطريق إلى اللقب مفروش بالأهداف، بينما يرى أرتيتا أنه مغطى بالشباك النظيفة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لقد سعى أرسنال إلى طمأنينة العمق الفني، وإلى وجود بدائل من النخبة في كل مركز. أما ليفربول، فيحاول إنفاق الأموال لجلب ألكسندر إيساك. فريقهم قد يفتقر للتوازن مقارنة بأرسنال، لكنه بالتأكيد أكثر إثارة.

قد تكون مباراة واحدة بمثابة صورة مصغرة أو انطباع خادع، فأرتيتا يختبر نظرية أن الغاية تبرر الوسيلة. وعلى مدار 38 مباراة، قد تصح هذه النظرية، لكن هذه الخطة كانت تعتمد على تحقيق أرسنال للنتيجة المرجوة. وفي هذه المناسبة، لم ينجحوا في ذلك. لقد منحتهم الصلابة قاعدة انطلاق، لكنها كانت قاعدة لم يتمكنوا من البناء عليها. أما ليفربول، الذي بدت أسسه أقل صلابة، فقد بلغ القمة في لحظة واحدة حاسمة.

أرتيتا وهوس الطول والركلات الثابتة في أرسنال

في بعض الأحيان، يبدو أن أرتيتا مهووس بالطول. فمدرب أرسنال يبلغ طوله خمسة أقدام وتسعة إنشات (1.75 سم)، أي أنه أقصر من جميع لاعبي التشكيلة الأساسية. إنه يفضل العمالقة على أصحاب القامة القصيرة، وقد بدأ أرسنال المباراة بتنفيذ ديكلان رايس لكرة ركنية بطريقة تشبه أسلوب لاعب الركلات في الرغبي، وكأن كثيراً من زملائه لديهم من الطول ما يؤهلهم للفوز بالكرة في خط التماس المقابل.

لكن عندما نجح ليفربول في التصدي لكرات أرسنال الثابتة، جاء السؤال: ماذا يملكون أيضاً؟ ومع عدم جاهزية أوديغارد بدنياً، هل كان بوسع أرتيتا الدفع بالوافد الجديد إيزي في ثلاثي خط الوسط منذ البداية؟ ربما كان ذلك سيكون مجازفة، لكن اللعب بسوبوسلاي كظهير أيمن مجازفة أيضاً، وسلوت من نوعية المدربين الذين لا يمانعون المغامرة.

ربما كان أرتيتا يعول على أن يتلقى ليفربول هدفاً من كرة ثابتة، لكن ما حدث هو أن أول مباراة هذا الموسم يفشل فيها أرسنال في التسجيل من كرة ثابتة، كانت أيضاً الأولى التي يستقبلون فيها هدفاً على الإطلاق.

وبالنسبة إلى مدرب يبحث عن المكاسب الهامشية، تحولت هذه المباراة إلى خسارة هامشية، سواء من حيث ضيق الفارق في النتيجة، أم بالمقارنة مع الماضي القريب. فقد خرج أرسنال متعادلاً من “أنفيلد” في المواسم الثلاثة الماضية، لكنه الآن خسر نقطة مقارنة بتلك النتائج.

“أنفيلد” عقدة المدرب أرتيتا

وفي المقابل، لا يزال أرتيتا يحتفظ بجزء من تاريخ أرسنال، لكن كلاعب. فلا يزال اسمه مرتبطاً بآخر فوز لأرسنال في “أنفيلد”، حين كان لاعب وسط في 2012. أما بعد ثماني زيارات كمدرب، فلا يزال من دون أي فوز هناك، وما زال أيضاً لم يحقق لقب الدوري.